السبت، ديسمبر 08، 2007

مختارات شعرية

مختارات شعرية و أدبية


1- - حديث الروح (محمد إقبال)
حديث الروح للأرواح يسرى
وتدركه القلوب بلا عناء
هتفت به فطار بلا جناح
و شق أنينه صوت الفضاء
و معدنه ترابى و لكن
سرت فى لحنه لغة السماء
لقد فاضت دموع العشق منى
حديثا كان علوى النداء
فحلق فى ربى الأفلاك حتى
أهاج العالم الأعلى بكائى
تحاورت النجوم و قلن صوت
بقرب العرش موصول الدعاء
و جاوبت المجرة عل طيفا
سرى بين الكواكب فى خفاء
و قال البدر هذا صوت شاك
يجاوب شدوه عند المساء
و لم يعرف سوى رضوان صوتى
وما أحراه عندى بالوفاء
^^^^^^
شكواى أم نجواى فى هذا الدجى
و نجوم ليلى حسدى أم عودى
قد صرت فى الماضى أعيش كأنما
قطع الزمان طريق أمسى عن غدى
و الطير صادحة على أفنانها
تغنى الربى بأنينها المتردد
قد طال تسهيدى و طال نشيدها
و مدامعى كالطل فى الغصن الندى
فإلى متى صمتى كأنى زهرة
خرساء لم تعرف براعة منشد
^^^^^^
من قام يدعو باسم ذاتك قبلنا
من كان يدعو الواحد القهارا
عبدوا الكواكب و النجوم جهالة
لم يبلغوا من هديها أنوارا
هل أعلن التوحيد داع قبلنا
و هدى إليه القلب و الأبصارا
ندعوا جهارا لا إله سوى الذى
خلق الوجود و قدر الأقدارا
^^^

2- قالوا لى بتحب مصر
قلت مش عارف
أنا لما أشوف "مصر" ع الصفحة
بكون خايف
ما يجيش فى بالى هرم
ما يجيش فى بالى نيل
ما يجيش فى بالى غيطان خضرا
و شمس أصيل
ما يجيش فى بالى عرابى
و نظرته فى الخيل
و لا أم كلثوم فى خمسانها
و لا المنديل
ما يجيش فى بالى العبور
و سفارة إسرائيل
قالوا لى بتحب مصر
أخدنى صمت طويل
و جت فى بالى ابتسامة
و انتهت بعويل
تميم البرغوثى-2005
*******

3- تذكرونى
بملامحى،
و بقامتى،
و خطوط كفى،
أو عيونى،
و بخيط عمرى و هو يلتف على
نول سنينى،
أنا مثلكم
قد جئت من ماء و طين
إن لم تضيفوا أى شئ فى
الحياة إليهما، فلقد أضفت أنا
جبينى
فإذا مررتم بالجبال،
تذكرونى.جوزف حرب- شاعر لبنانى
مجلة العربى الكويتية العدد 565

4- (العسكري بليد للأذى فطن *** كأن إبليس لطغيان رباه )

عن الحقيقة أعمى ليس يبصرها *** وللنصيحة يبقى فاغراً فاه

كل الحقائق عنه صارت مغيبة *** الا حقيقة أن "الحاكم" الله

تراه يطرب في سماع سيده *** وينفجر غضبا إن قلت اواه

ودائماً يسعى في كد وفي تعب *** وفي النتيجة لامال ولاجاه

يحمي الصوص به بعض عورتهم *** فإن تخلى عن بابهم تاهو

يرمي الرصاص على الأطفال مبتهجا *** ويرتمي ليقبل رجل مولاه

للأقتراع يساق خاضعا فرحا *** كما يساق خروف نحو مرعاه










لغة الأضداد!

أو مقارنة بين الأوروبيين والعـرب

الأوروبيون ليسوا جادّين حقا في مسألة الوحدة. كلاّ. إنّهم فقط يفعلون ذلك نكاية بي. دول مثل سوق الخردة، كلّ دولة لها في رقبة الأخرى طوفان من الدّم، خلطة متنافرة من الألسن مثل بهارات كالكوتا.. ومع ذلك، يتسمّت هؤلاء الخبثاء حول الطاولة، ويتصنّعون المودّة والألفة، وينفقون الوقت والمال والجهد، ولا هدف لهم من وراء ذلك إلاّ أن يجعلوني أتسمّم من الغيظ.
هراء. لن أترك لهم فرصة للفتك بي. لن أشاهد التلفزيون، ولن أقرأ الصّحف، ولن اسمح بدخول (اليورو) الي مطبخنا حتّى لو متنا من الجوع. دعهم يكملوا وحدتهم. دعهم يخسروا الوقت والمال والجهد، ليكتشفوا في النهاية أنني لم أرَ ولم اسمع ولم أتسمّم من الغيظ، وأن مؤامرتهم لم تنجح.

ثمّ تعالوا.. لماذا اغتاظ؟
ماذا عندهم أحسن ممّا عندنا ؟
عندهم (بطاطا) ؟ عندنا (بتاتاً)، وأحذية (باتا) أيضا! عندهم شبكات مواصلات متلاحمة؟ عندنا شبكات كلمات متقاطعة: كلّ ثلاث أو أربع خانات تقف في بلعومها خانة سوداء: (الموت للخونة)!
ماذا عندهم ؟ هاه ؟ قوس الرّخام ؟ عندنا قوس قزح، ونجوم الظهر أيضا.
. عندهم (انتخابات) ؟ عندنا (انتحابات).
عندهم بيتزا ؟ عندنا خارطة الوطن العربي!
هل عندهم (لغة ضاد)؟ هيهات. نحن فقط عندنا، ومرفق طيّها شاعر أشعث أيضاً ينطّ في وجهك كلّما فتحت الأطلس:

فلا حَدٌّ يُباعدُنا
ولا دينٌ يُفرّقُنا
لِسانُ الضّادِ يجمعنا
بعدنانِ وقحطانِ

أمّا الدّين الذي لا يفرّقنا فمعلوم!

وأمّا (الضّاد) فنحن بفضل الباري ننطق به مثل الكناري: في الخليج والعراق نٌدلّله فنجعله (ظاءً). وفي مصر والشام ندلّلهُ أيضاً فنجعله (طاءً). أمّا في المغارب المزيانة فـ..(إشنو يعني الدّاد؟).

هذا ليس مُمهّاً. المهم أن الضاد يجمعنا بعدنان وقحطان. ولأننا أسريون جدا، فنحن لا نجتمع في العادة إلا في (بيت خالتنا)!

قل لي.. هل عند الأوروبيين أسماء أضداد ؟
مستحيل. ليس على وجه الأرض أمّة عندها أسماء (زهيرية) أكثر منّا.

مثلاً: مولى: سيّد مطاع، وأيضا عبد مملوك.
مثلاً: سليم: صحيح البدن، وأيضا ملدوغ.
مثلاً: جُونه أبيض خالص ، وأيضا اسود خالص.
مثلا: مهيب: رتبة عليا للعسكري الأصيل المخضرم في الجندية، وأيضا لابن الشوارع الهارب من التجنيد.. وهَلمجّرا..

وعلى فكرة، ليس لدى الأوروبيين (هَلُمَّ جَرّاً). المواطن عندهم لا يأتي جَرّاً حتى لو أرادت أجهزة المخابرات أن تطمئن على صحّته!
كلّ هذا، والمرحوم عبد الله القصيمي ظل يردد حتى آخر حياته إن العرب ظاهرة صوتية!

غفر الله لك يا رجل. هذا افتراء فمتى كان لنا صوت حتى يكون ظاهرة؟!
الصوت الوحيد الذي أمكن للعرب أن يطلقوه خلال أربعة عشر قرناً هو.. (صوت السهارى)!

أحمد مطر

*************************************************


نكتة بعنوان ضبـط إيـقاع للشاعر أحمد مطر :

تعلّمتْ أختي العزف على الكمان، وتعلّمتُ أنا العزف على العود . كانت أمّي تعزف على الرِّق بمهارة، وكان أبي طبالاً مرموقاً .

توسّلت إلينا المعارضة أن ننضم إلى صفوفها، حيث أن مواهبنا ضرورية جداً لمواكبة الرّقص على الحبال .
وفي الوقت نفسه توسلت إلينا الحكومة أن ننضم إلى صفوفها، حيث أن مواهبنا ضرورية جداً لمواكبة القانون .

ولا نزال في حيرة شديدة..
ما أشد حيرة أصحاب المواهب في هذا البلد المحب للفن !


أحمد مطر


ليست هناك تعليقات: