الجمعة، فبراير 29، 2008

حديث صحفى حول الكتاب فى العالم العربى

حوار رائع مع الدكتور محمد الأحمري منقول من مجلة العصر.
ملاحظة العصر: تعميما للفائدة، نعيد نشر الحوار الذي أجرته صحيفة الوطن السعودية مع المفكر الموسوعي الدكتور محمد حامد الأحمري حول مستقبل الكتاب العربي.
عرض الكاتب والمفكر الإسلامي محمد بن حامد الأحمري آراءه عن الكتاب في حوار مع "الوطن"، فأشاد بالكتاب المسموع وتوقع له مستقبلاً في العالم العربي، وقال إن كميات هائلة من الكتب التافهة تجد طريقها للنشر، وصرح بأن أغلب الكتاب يكتبون "ما يطلبه القراء"، كما نفى إمكانية أن يعيش المؤلف من دخل كتابه إلاّ ما هو أقل من النادر، كما انتقد معرض القاهرة للكتاب مكاناً وأثنى على معروضاته. الأحمري حاصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ السياسي الحديث، وعمل رئيساً للتجمع الإسلامي في أمريكا الشمالية، وشارك في حوارات مع مسيحيين ويهود وقام بزيارات تعريف للإسلام لعدد من الكنائس، وشارك في عدد من المؤتمرات في أمريكا وكندا وبريطانيا وقطر، ويوصف بأنه مفكر موسوعي، وهو مهتم بالكتاب قراءة ونشراً وترجمةً، وعمل مستشاراً للنشر لمكتبة العبيكان في الرياض.
* يعتبر البعض أن الكتاب العربي الحديث لم يستطع الخروج من عباءة التقليد، هل تعتقد أن الكتاب العربي لا يحمل قيمة إبداعية جديدة؟
** الكتاب العربي الحديث هو مرآة المستوى الفكري العام في العالم العربي، والتقليد يكتنفه من جانبين، تقليد للسلف في الكتاب الديني، وتقليد للغرب في الكتاب غير الديني، أو الكتاب المتغرب في الفكر وإن كان يناقش قضايا دينية أو غيرها. فمرجعية الكاتب تتراوح بين الأمرين، ولا نستطيع القول مطلقا بالتقليد، ولكن هذا هو الغالب. وهناك كتب إبداعية لا شك ولكنها قليلة جداً إذا ما قورنت بالكم الهائل الذي يطبع. وقد تستغرب من استخدام كلمة ديني وليس كلمة إسلامي، لأن بعض الكتب التي تلبس لباس الدين يمكن أن تسميها دينية ولكنها ليست بالضرورة مما يصلح أن تقول عنها كتبا إسلامية، فالكتب التي تروّع الناس من الدنيا، وتقسم العالم قسمين، وتحتقر العامة من الناس، وتحتقر البدن، والشهوات، ولا تعترف إلا بالروح فقط؛ أنى لهذا المزاج الثنائي الغنوصي أن نقول إنه إسلامي؟! هذه كتب دينية فقط، ويمكن أن تكون جريمة في حق الدين، تحترم الآية التي فيها والحديث، ولا يمكنك التسليم بصحة وجهة نظر جامعيها ومصففي نصوصها، ثم يقوم المحققون من مفكري الإسلام وعلمائه بالتمييز إلى أي دين تنتمي تلك الكتب.
والترويج لمجرد الكتاب الديني مشكلة أصابت الأمة، فحب الناس لدينهم أوقعهم في التسليم لكل من دخل أو أدخل تحت عباءة الدين ما ليس منه. وهكذا الكتاب التقليدي الغربي كارثة أخرى، ينتهك مجتمعا مغلوبا، يشوه حقيقة المجتمع المنقول عنه، لأنه يمثل غالبا طرفا في مجتمعه، ويجعل نصوص الشهوات، وشواذ المذاهب، ومصائب الغرب والشرق هي الثقافة وهي المعرفة، ويسوق الفكر الغربي سياق النصوص المعصومة، والكاملة.
وأذكر أنني في أول مناقشة ثقافية استطعت أن أناقش فيها مثقفين غير مسلمين احتججت بكتابات كولن ويلسون، وقبل عشرين عاما كان فاكهة زماننا، فهو مؤلف المنتمي واللامنتمي، ومؤلف: سقوط الحضارة، وكتبٍ غيرها كثيرة، وكنت أتوقع أنه الكاتب الذي يصدر عنه الجميع، فهو شيخهم الأول والأخير ولكن لم يعرفه أحد ممن في القاعة! فذهبت للمكتبة ووجدت أنه ليس له فيها آنذاك إلا كتاب واحد هو رواية من روايات الرعب! وليس له كتاب بعنوان سقوط الحضارة ولكن الناشر اللبناني اخترع العنوان ليبيع الكتاب! ومرت سنون حتى رأيت كولن ويلسون وقد خطفته الخرافات والسحر وأصبح نسيا منسيا. فالوسطاء يستطيعون أن يجعلوا الشعوب التي تقرأ الترجمات تعيش خارج الثقافة مع من لا قيمة لهم ولا أهمية، وتغيب بالمقابل أعداداً كبيرة قادرة؛ والنتيجة تقليد في تقليد. ولا ألوم من يقول إن كانت المسألة تقليداً للغرب فقلدوا رجالنا ولا تقلدوا غيرهم فالتقليد لا ينفع ولا ينقذ المقلد، وخير منه الاقتداء، والمقتدي عارف ومنتقد، يأخذ ويترك.
* لماذا يعتبر الكتاب الإسلامي التراثي (الأول) مبيعاً في العالم العربي؟
** ليس غريبا أن يكون الكتاب التراثي العربي هو الأكثر بيعاً، فلكل أمة تراث يهتم به أبناؤها، فلو أعطيت مثالا بالتراث اليوناني فإنك تجد الغربيين لا يملون منه، وتكاد تجد ترجمة جديدة من النصوص اليونانية القديمة لكتب مثل الجمهورية، والإلياذة، وغيرها وتطبع كل أنواع الطبعات وهناك دور نشر خيرية مهمتها إعادة طباعة الكتب القديمة، أو: "المدرسية، التي تعتني بالكلاسيكية" وإخراجها إخراجا متميزا، وبيعها بأثمان زهيدة. وفي المناسبات كنهاية السنة يتسابق الناشرون على بيع هذه الكتب، ويهديها الناس في المناسبات، وتزين بها البيوت والمكاتب، فإقبال الناس عليها لا يعطي مؤشرا سيئا. ولكن من المهم أن تصبح لنا كتب قيمة معاصرة وقوية وفيها اجتهاد وجدة، ومن الأمثلة على ذلك كتاب فقه السنة، فهو كتاب فرض نفسه في زمانه، ويجدد ويطبع باستمرار، وهو يستحق الاهتمام. ولعل من المهم أن نشجع ظاهرة تقديم الكتب المتميزة باستمرار. وإعادة الاعتناء الصادق بها. فلو أخرجت كتب الجاحظ وكتب أبي حيان بتحقيقات وعناية أكثر لكان هذا عملا مشكورا.
* هل قللت وسائل الإعلام الحديثة من دور الكتاب في العالم العربي؟
** لا أتوقع أن الوسائل الحديثة قللت من دور الكتاب في أي مكان لا في العالم العربي ولا غيره، فالناشرون العرب حالهم جيد، ومعارضهم ناجحة، برغم رداءة المعروضات أحياناً، وتكرارها، ولم ينته الكتاب إلى الآن بل خرجت منه أنواع جديدة مهمة وجيدة مثل الكتاب المسموع، فله رواج وسيكون له مستقبل في العالم العربي، لأن الإنسان أصبح يقضي وقتاً طويلا في وسائل النقل. فالشيخ عائض باع من كتابه "لا تحزن" أكثر من مليون نسخة، والعرب يقرؤون وليس كما يروج كثيرون، ولكن غيرهم أكثر، يكفي أن تعلم أن مؤلفة كتاب قصص السحرة "هاري بوتر" باعت إلى قبل عام أكثر من 270 مليون نسخة، وكسب الفيلم الذي يروي قصة الكتاب مليارات، والكوهيلو مؤلف "الخيميائي" قال في مقابلة منذ ثمانية أشهر إنه بيع له أكثر من خمسة وتسعين مليون نسخة من كتبه، حتى إنه في بعض دول أوروبا الشرقية باع بما معدله نسخة لكل أسرتين في بلد واحد.
* اختيار الكتاب المترجم للعربية، هل يتم وفق معايير ثقافية أم تجارية؟
** الكتاب المترجم لدى دور النشر يخضع للناشر، فمنهم من يريد فقط الربح من أي كتاب، ولا يهمه محتواه ولا قضيته، ومنهم من يراعي الأهمية والربح، وليس لديك طريقة لأن تطالب الناشر التاجر أن يطبع كتابا فقط بسبب أهميته إذا كان لا يتوقع أنه يستطيع تصريفه، وقد حاولت لما كنت مستشاراً للنشر في مكتبة العبيكان أن نجمع قدر الإمكان بين التجارة والفائدة العلمية والثقافية والعامة، وفي أحد اللقاءات الخاصة وضعت قائمة بعدد من الكتب المهمة جدا في الثقافة الغربية بحيث نترجم هذه المجموعة المهمة ثقافيا ولو لم تربح، فالكتاب الجيد قد لا يخدمه أحد ولا يروج له، ولا يربح ناشره. واستطعنا أن نترجم كتبا لهدف ثقافي بحت، أرجو أن تجد طريقها للقراء قريبا.
* "أصبح الكتاب العربي الرديء ظاهرة مقلقة"، يتهم الناشر فيها ذوق القارئ العربي، بينما يعزو القارئ ذلك إلى أولوية الكسب المادي لدى الناشر، في رأيك أيهما على صواب؟
** نعم للأسف هناك كميات هائلة من الكتب التافهة تجد طريقها للنشر، لأسباب منها أنه ليس في مجتمعاتنا جو ثقافي حقيقي، ولا دراسة للمؤلفات، فالكتاب التافه قد تشتريه وزارة، أو يروج له مدرسون في مدارس، أو حزبيون لحزبهم، وبدلا من أن يكون ضحية الكتاب عددا قليلا يصبح الجميع ضحية التزوير، ولأن الناس عندنا ليس بين الكاتب والمطبعة وسيط فأي فكرة يمكنك أن تقول هذا كتاب وترسل به لأحد معارفك أو واسطة لناشر وتجده غدا، وكتب المؤلفين الخليجيين هي الأكثر لأنهم يستطيعون دفع تكاليف الطباعة.
* هل المؤسسات الثقافية غير الربحية تنافس المؤسسات الثقافية التجارية في توجيه الثقافة في العالم العربي؟
** مع بداية العلاقة بالعالم الغربي في عصرنا الحديث، كانت الحكومة الفرنسية أول من اهتم بالطباعة في العالم العربي، وحمل نابليون معه العلماء والمطابع، فهذه بداية حكومية استعمارية، ثم كان للكنائس وبخاصة الإرساليات دور مثير ولو كان محدوداً، وكان للحركة الإصلاحية بقيادة الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا، وللقوميين ثم للشيوعيين، ومؤخرا لحركة الاحتلال تحت مظلة محاربة الإرهاب دور في تحريك الثقافة، فكانت الحكومات والأحزاب وصراع الأفكار ذات دور أساسي في الصراع الثقافي، وللأسف المؤسسات الثقافية التجارية تميل بحسب سوق الأفكار، وأهل الأفكار قليل في بلاد العرب، ويعانون من الضياع بين مزاج الحكومات ومزاج السوق، وموت المؤسسات غير الربحية أو عدمها، ولكن سيكون لثقافة التبريد والتهدئة والقبول بالنفوذ الاستعماري على الثقافة العربية انتصار ولو مؤقتا. وبحكم أن المجتمع المدني يكاد يكون معدوما بسبب جهل معناه ولكونه محاربا فكيف يبني المجتمع ثقافته، وكيف يقيم مؤسساته، وهناك من يقول: لا مجتمع مدني، ولا مؤسسات!
* ذكر روبرت داونز في كتابه (كتب غيرت وجه العالم) عددا من الكتب الغربية ذات التأثير الواسع في الفكر العالمي، هل تتوقع صدور قائمة كتب عربية قريبة من هذا التأثير؟
** عند العرب كتب مهمة في تاريخ البشرية، ونعني بالكتب هنا كتبا بشرية كتبها الناس، ولهذا قال توينبي عن مقدمة ابن خلدون إنها أهم كتاب كتبه بشر، وذكرت هذه الشهادة لأنها من رجل من أهم المفكرين في العالم في العصر الحديث، وهو غربي، لأنهم لا يعترفون بنا، ونحن لا نعترف بأنفسنا حتى يقرونا على شيء، بحكم التردي الثقافي السائد، ومع هذا فهناك بوادر خير ونمو جيدة. ومن المناسب أن نتعرف على كتب غيرتنا، وغيرت رؤيتنا للعالم. ثم إن مسألة التصنيف "غيرت وجه العالم" أي عالم الغرب في سيادتهم لن يعترفوا إلا بكتبهم ويوم يقوم غيرهم لن يرى إلا نفسه، لأن جحود الآخرين من مركبات القوة ومن عاداتها الفكرية والسياسية والأخلاقية.
* في العالم العربي من ترى أنه من يوجه الآخر (القارئ أم المؤلف)؟
** هناك دائما كتاب وهم الأغلب يكتبون "ما يطلبه القراء"، وما يحب الجمهور، لأن الجمهور مصدر المال والشهرة، والناشرون يحبون هذا النوع من الكتاب، والكاتب الناجح في السوق ناجح عند الناشر، وناجح في الشارع، أما المثقف الذي يكتب كتابا فيتلقفه عدد قليل من القراء، فهو مؤلف غير ناجح، ولا يحبه إلا القليل وغالبا ما يكون كتاب النخبة من هذا النوع. وهنا يأتي دور المدارس والجامعات في توجيه الناس لقراءة الكتب الجيدة، ودور المكتبات الجامعية لتوفير النصوص المهمة، والإعلام الذي يجب أن يفتح للمثقفين المشاركة فيه وليعرفوا الناس بالكتب الجيدة، ولينفتح القراء على التوجهات الثقافية المؤثرة المهمة الجديدة.
* هل الكتاب العربي يكفل لمؤلفه عيشة كريمة مادياً؟ ولماذا؟
** لا يكاد يوجد مؤلف عربي يعيش من كتبه، إلا ما هو أقل من النادر، لأسباب منها ضعف السوق الثقافية وضعف معرفة الكتاب وضعف تسويقه، وسرقة الحقوق، فإن رأى صاحب مطبعة كتابا مطلوبا طبعه دون معرفة مؤلفه، وأخرجه بأي طريقة، وغياب المعلومات الصحيحة بين كثير من المؤلفين وناشريهم، فقليل من دور النشر من تلتزم بالأمانة ودقة المعلومات، كم طبعت وكم باعت، ومع كل هذه السيئات ظهر في العالم العربي ناشرون محترمون لحقوق المؤلفين ولسمعتهم ورعوا صنعة النشر وارتقوا بها، وعندنا نوعيات طباعة وإخراج تفوق في كثير من الأحيان المنافسين عالميا، وتنافسهم من حيث تدني كلفة الطباعة.
* ما صحة مقولة إن "أفضل الكتب: العربي القديم، والغربي المعاصر"؟
** هذه كلمة سمعتها أول الأمر من الدكتور جعفر إدريس، فقد سألته ماذا تقرأ قال "أقرأ الكتاب العربي القديم، والكتاب الغربي المعاصر" وهي كتابات في عصور قوة الثقافتين السياسية والفكرية والاجتماعية، وللحق فقد خرجت كتب عربية معاصرة تستحق الاهتمام والقراءة أكثر من بعض الكتب الغربية، ومن أمثلة ذلك الكتب في الفكر الإسلامي والمجتمع والتاريخ العربي والإسلامي لا يمكن أن تجد في كتب الغربيين عنا شيئا يوازي بعض ما يؤلفه العرب اليوم، بسبب أن الغربيين يحقرون العرب مجتمعا وثقافة ولم يعودوا يدرسونهم إلا كموضع يدرس ليخضع، وليحاط به، أو يغدر به، أو يتفكه عليه اجتماعيا، أو ليفكك فكره سياسيا ويسيطر عليه، فهي أعمال أدلة عمل للاستغلال والهيمنة والعلم ذهب من قديم مع المستشرقين ـ الأقل تسييسا من معاصرينا ـ مهما كانت نياتهم وأعمالهم.
* كشف الكتاب الوثيقة (الحرب الباردة الثقافية) للكاتبة البريطانية فرانسيس ستونر سوندرز عن دور الكتاب المسيّس في توجيه الثقافة، هل ترى أن مثل هذه الوثائق قد يشكك في مصداقية المؤلف والكتاب؟.
** هو في الحقيقة كما ذكرت وثيقة من أهم الوثائق الثقافية المعاصرة، ولكن ما سيكون أهم منه هو ما سيكتب بعد عشرات السنين عن "حرب الإرهاب إعلامياً"، للأسف لا أتوقع أن يخرج عمل كهذا في جيلنا، بسبب الأهمية الكبرى لسرية الحرب على المسلمين والإسلام، من خلال مؤسسات وأشخاص في كل مكان، نعم هناك قطع وأخبار وشواهد، ولكن ستكون قصة محزنة وممتعة للأجيال القادمة كيف تم العبث بالعقل الإسلامي والعربي في زماننا، وكيف تحرف الحقائق، ومن دفع لمن، وكيف تتم السيطرة على العقول والقلوب في عالمنا، كما عرفنا أخيرا عن الحرب الباردة.
أما بعض ما يتعلق بهم فكثير ينشر عندهم اليوم، وقد قرأت مقالا في مجلة "هاربر" منذ أقل من عام لصحفي يذكر فيه قصته، وكيف استأجروه ليكتب أكاذيب عن العراق! أما مسألة المصداقية، فهي في السلم تحت بعض الظروف مستحيلة، فكيف بها في زمن الحرب؟ إنها أمنية الشعوب الحرة! ذكرت الروائية البريطانية الفائزة بجائزة نوبل للعام الأخير "ليسنج"، أنها وزمرة معها كانوا يجتمعون أسبوعيا ليطلع بعضهم بعضا على أخبار الحرب التي لم تحرّفها الصحافة البريطانية في الحرب العالمية الثانية! فكيف بغير الصحافة البريطانية وفي زمن حرب كالحرب الجارية!.
* شهدت معرض القاهرة للكتاب ما هي أبرز ملاحظاتك؟
** هذه أول مرة أزور معرض القاهرة الدولي للكتاب، وكمية المعروض تسر المهتم بالكتب، ولكن قذارة المعرض كانت مرعبة، ولا تتناسب مع الحدث والموضوع، فإذا كانت أهم احتفالية ثقافية تتم في قذارة وزبالة تحيط بكل مكان فأين الثقافة والمثقفون؟. كنت أود لو أوقف المعرض لساعات ويقوم العارضون والزوار بتنظيف المكان أولا، لكان موقفا حضاريا جيدا، ثم إن النور في بعض القاعات كان ضعيفا، ويصعب رؤية عناوين الكتب من الظلام، والأسعار غالية لا تناسب حال المثقفين.
أما أنواع الكتب، فللأسف ليس هناك من عناوين مهمة تشد القارئ، وبقيت الداران الكبيرتان الشروق والعبيكان من أهم العارضين لعناوين جديدة، إلى جانب المجلس الأعلى للثقافة، ولم يظهر في الموسم من كتب ذات أهمية ملاحظة حسبما عرفت، ولا تلفت روايات الجنس والخلاعة القراء كثيرا في مصر، ربما لأنهم ملوا منها، ولكن القادمين من مناطق حرمت لزمن منها تجدهم يتهافتون عليها حتى هناك، وتجدهم يقدمون لتلك الدور نفسها التي سخرت نفسها وربحت من تدمير الأخلاق، وهي كتب يستهلكها المحرومون لزمن طويل يتهالك عليها من كان ممنوعا منها بسبب أدبي أو سياسي، ويهوي عليها المتدينون تحت ستار معرفة الآخر والمختلف والشر، بينما قد تكون الغاية والدافع واحدا للقراءة. ويأتي المتهافتون على الكتب والروايات الساقطة من فراغ سابق، فيكتسحهم أي نص، وقد يروجون لأي شيء.
* كيف ترى مستقبل الكتاب العربي؟
** هناك تحسن واضح في الكتاب العربي، ويكتنفه مشكلتان: أولاهما رسمية وهي الرقابة العلمانية والسياسية على الكتاب، فالرقابة العلمانية تحارب الكتب الإسلامية الجيدة والغربية الجيدة، وتسمح للرديء والشهواني، وثانيتهما مشكلة الرقابة الشعبية الدينية، التي تماحك في أشياء صغيرة فتمنع المجتمع والمثقفين والناس من كتب مفيدة، وهناك أسباب تعوق تحسن الكتاب ورفع مستواه، ثقافة الانحلال التي ترى أن الحرية هي البذاءة والفحش، وهبوط المستوى الأخلاقي، وهناك البساطة الدينية التي ترى نجاح الكتاب في كونه إعادة طبع لكتب قديمة ووضع اسم شيخ على غلافه على أنه عالم أو كاتب، أو ناصح، وأن الكتاب لوجه الله، ثم تجمع تبرعات لنشر الكتب الضعيفة من النوعين، تسويقا للكتاب الضعيف ودعاية صحفية مستميتة لنشر الانحلال، أو تفان ديني لنشر كتب لا تفيد؛ نعم الناس يحتاجون للكتيبات المبسطة العامة، ولكتب الأذكار ومجاميع الآداب العامة، ولكن ليست هي الكتب التي تصنع رأيا عاما ولا مجتمعا مثقفا.

الخميس، فبراير 21، 2008

Make your companion in paradise

Rabee'ah narrates:

It was the habit of the Prophet, peace be on him, that if someone did him a good turn, he loved to repay that person with something more excellent. He wanted to do something for me too in return for my service to him. So one day he came up tome and said: 'O Rabee'ah ibn Ka'b.' 'Labbayk ya rasulullah wa Sadaik - At your command, O Messenger of God and may God grant you happiness,' I responded. 'Ask of me anything and I will give it to you.' ..

I thought a little and then said: 'Give me some time, O Messenger of God, to think about what I should ask of you. Then I will let you know.' He agreed.

At that time, I was a young man and poor. I had neither family, nor wealth, nor place of abode. I used to shelter in the Suffah of the mosque with other poor Muslims like myself. People used to call us the "guests of Islam". Whenever any Muslim brought so mething in charity to the Prophet, he would send it all to us. And if someone gave him a gift he would take some of it and leave the rest for us.

So, it occurred to me to ask the Prophet for some worldly good that would save me from poverty and make me like others who had wealth, wife and children. Soon, however, I said: 'May you perish Rabee'ah. The world is temporary and will pass away. You have your share of sustenance in it which God has guaranteed and which must come to you. The Prophet, peace be on him, has a place with his Lord and no request would be refused him. Request him therefore, to ask Allah to grant you something of the bounty of the hereafter.'

I felt pleased and satisfied with this thought. I went to the Prophet and he asked: 'What do you say, O Rabee'ah?' 'O Messenger of God,' I said, 'I ask you to beseech God most High on my behalf to make me your companion in Paradise.'

'Who has advised you thus?' asked the Prophet.

'No by God,' I said, 'No one has advise me. But when you told me 'Ask of me anything and I will give to you,' I thought of asking you for something of the goodness of this world. But before long, I was guided to choose what is permanent and lasting agains t what is temporary and perishable. And so I have asked you to beseech God on my behalf that I may be your companion in Paradise.'

The Prophet remained silent for a long while and then asked: 'Any other request besides that, Rabi'ah?' 'No, O Messenger of God, Nothing can match what I have asked you.' 'Then, in that case, assist me for your sake by performing much prostration to God.'

So I began to exert myself in worship in order to attain the good fortune of being with the Prophet in Paradise just as I had the good fortune of being in his service and being his companion in this world.

الأربعاء، فبراير 06، 2008

نظرية المؤامرة فى انقطاع الانترنت

فى منتدى الخالدين وجدت الموضوع الآتى


خبراء بحريون متخصصون يلمحون لنظرية المؤامرة
صحيفة أمريكية تؤكد ان قطع كابلات الاتصالات جاء تمهيدا لضرب إيران

محيط - وكالات


منتديات خـالـدين


عواصم: في الوقت الذي ألمح فيه خبراء بحريون مصريون الى وجود عمل إرهابي وراء قطع ثلاثة كوابل بحرية للاتصالات والتقنيات التكنولوجية مما أثر بشدة على جودة تقديم خدمة الانترنت والاتصالات الدولية في منطقة الشرق الأوسط وآسيا طوال الأيام الماضية، أعربت صحيفة أمريكية عن اعتقادها بأن قطع هذه الكابلات لم يكن مصادفة، وأنه كان يستهدف إيران خاصة مع تزايد حدة التوتر بين واشنطن وطهران.

وأرجعت صحيفة "أمريكان كرونيكل" ذلك إلي أن إيران هي أكثر دول المنطقة تضررا من انقطاع الكابلات، وأن هذا الانقطاع جاء كتمهيد لضربة عسكرية ضد طهران، أو بروفة لها، في ظل اعتماد القوات العسكرية علي الاتصالات كمحور رئيسي لعملياتها.

ونقلت جريدة "البديل" المصرية المستقلة عن الصحيفة الأمريكية قولها: "ان الدولتين الوحيدتين اللتين لم تتأثرا بهذا القطع هما إسرائيل والعراق، حيث تعمل القوات الأمريكية". واضافت إنه ليس مصادفة أن يتم قطع الكابلين البحريين علي بعد 8 كيلومترات من الإسكندرية، وبعد يومين يتم قطع كابل ثالث علي مسافة 56 كيلومترا من دبي في الخليج العربي، وهناك شائعة عن قطع خط رابع، لكن لم يتأكد ذلك وهو ما أصاب عددا من الدول بأضرار كبيرة في الاتصالات، أكثرها إيران.

ويرى ماقبون ان تأخير الضربة العسكرية الأمريكية المحتملة لإيران جاء بسبب الحالة السيئة التي تعانيها قوات الاحتلال الأمريكي في العراق، فواشنطن قادرة على توجيه ضربة ساحقة ماحقة لإيران عن طريق الجو -وهو السيناريو الرئيسي للضربة- ولكن تراجع التأييد الشعبي داخل أمريكا للعمليات العسكرية في الخارج بسبب تعثر وفشل مشروع غزو العراق والنزيف المالي الذي يسببه، تسببا في تأخير الضربة ان لم يكن إلغائها.

يذكر أن الكابلين اللذين تم قطعهما للاتصالات بالإسكندرية هما كابل الإتصال الأساسي والكابل الاحتياطي البديل له، والذي من المفترض أن يعمل في حال انقطاع الكابل الأول وهو ما يعزز فرضية العمد في قطع هذين الكابلين تحديدا وأن قطعهما لم يكن مصادفة.

وكان وزير الاتصالات المصري طارق كامل قد ذكر في تصريحات صحفية سابقة له انه لا يستبعد فرضية المؤامرة، مؤكدا ميله إلي الاعتقاد بوجود شبهة تعمد، خاصة بعد قطع الكابل الثالث، وقال في تصريحاته يبدو أن الموضوع كبير وخطير وغير مسبوق. كما أشارت تقارير إخبارية إلي أن انقطاع هذه الكابلات البحرية يوضح لدول المنطقة كيف أنه سيكون من السهل الهجوم علي شبكات اتصالاتها.

خبراء بحريون متخصصون يلمحون لنظرية المؤامرة

في هذه الأثناء، توقع خبراء بحريون مصريون وجود عمل إرهابي وراء قطع ثلاثة كوابل بحرية للاتصالات والتقنيات التكنولوجية أثر بشدة على جودة تقديم خدمة الانترنت والاتصالات الدولية في منطقة الشرق الأوسط وآسيا طوال الأيام الماضية.

وقال القبطان تامر صادق الذي يعمل على مركب لإحدى الشركات العالمية في مد وصيانة الكابلات البحرية، أن كلام المسؤولين في مصر عن تسبب الأحوال الجوية في قطع الكابلات غير صحيح لان التيارات المائية في الأعماق التي توجد الكابلات فيها تكاد تكون منعدمة.

وجاء كلام صادق ردا على تصريحات سابقة لوزير الاتصالات المصري والتي رجح فيها أن تكون الظروف الجوية السيئة وراء الحادث، في وقت أعلنت فيه إحدى الشركات أن سبب القطع هو خطاف مركب أبحر من السواحل المصرية.

وعن إمكانية استهداف الكابلات في وقت واحد خاصة وأنهما يبعدان عن بعضهما 5 كيلو متر وفق معلومات مؤكدة، قال صادق : هذا سهل جدا وبخاصة في مصر وتحديد مكان الكابل سهل للغاية فهناك مراكب إمداد لديها مخاطف طويلة قد تصل إلى 300 متر ويمكن رميها وشبكها بالكابل وسحبها على المركب وقطعه وإذا كانت المسافة بينهما 5 كيلو متر فلن تستغرق العملية ربع ساعة لتصل المركب إلى الكابل الثاني وتقوم بتكرار ما فعلته مع الأول هذا إذا كانت مركبا واحد فقط .

وبين صادق في حديثه لجريدة "الحقيقة الدولية" الأردنية، أن إيجار المركب التي ستقوم بإصلاح القطع يتراوح بين 35 و 40 ألف دولار في اليوم وتعمل على مدار الـ 24 ساعة لكن إذا ساءت الأحوال الجوية أثناء الإصلاح فلا تبقى في مكانها وتتحرك خاصة أنها لا تستخدم خطاطيف.

من جانبه، أشار المهندس دسوقي بخيت الخبير البحري، إلى أن قطع كابلات تبعد عن بعضهما البعض 5 كيلو متر ليس صدفة وإنما هو فعل متعمد لان أي مركب لن تستطيع شد الهلب الخاص بها وهو معلق في مركز لمسافة أكثر من 200 متر وبعدها ينكسر الخطاف وينقطع الهلب ومن الصعب على أي غواص عادي النزول إلى عمق 100 متر وهو العمق الموجود على بعد 12 كيلو متر من الإسكندرية لان الضغط فيها يزيد على 10 بارات والإنسان لا يتحمل أكثر من 1 بار.

وأبدى بخيت دهشته من الحديث عن وجود منطقة اخدود في مكان انقطاع الكابل، مشيرا إلى ان الكابل مثل الحجر الذي يلقي في البحر يسقط في موضعه ولا يتحرك ولا يوجد في العمق تيارات والمد والجزر يكون على السطح كما ان اسماك القرش لا تأكل البلاستيك حيث ان هذه الكابلات عليها مواد عازلة كثيفة ومستحيل مهاجمتها.

أما احمد إبراهيم المحامي المتخصص في الشؤون البحرية والملاحية، فأكد أن المياه الإقليمية تبعد 20 ميلا بحريا عن الشاطئ وفيها يحق للدولة احتجاز أي سفينة وممارسة سيادتها على هذه المنطقة وتتلوها المياه على بعد 120 ميلا وفيها يحق لنا التنقيب عن الثروات كالبترول والغاز وبعدها المياه الدولية والإجراء الطبيعي انه لو تسببت مركب في حادث قطع الكابلات تتحفظ السلطات عليها فورا، مشيرا إلى أن كل جريمة لابد أن يكون لها فاعل وقطع الكابل قد يكون غير متعمد من خلال سفينة أو من خلال إتلاف وتخريب متعمد لكن القانون البحري لا يتعرض لموضوع الكابلات بتفاصيل خاصة به

واشنطن تسعى لمبررات تتيح لها ضرب إيران


منشأة أصفهان النووية الايرانية
قريباً .. فتح باب التسجيل منتديات خـالـدين
كانت تقارير إخبارية ذكرت في وقت سابق، ان واشنطن وحلفائها يحاولون استغلال التحقيق الجاري بشأن هجوم ارهابي وقع في الارجنتين عام 1994 لتصعيد الضغط على النظام الايراني استعداداً للقيام ربما بعمل عسكري في المستقبل.

وأضافت ان مسؤولي ادارة الرئيس الأمريكي جورج بوش يقومون الان بتشجيع جهود هذا التحقيق الذي يدور حول التفجير الذي استهدف مركز الجالية اليهودية في بوينس ايريس. ومن الواضح ان هدف الادارة الامريكية هنا هي اثارة بعض المشاكل القانونية امام الزعماء السياسيين في ايران، كما يأمل المسؤولون الامريكيون باستغلال هذه القضية لتأكيد مايقال عن دور ايراني في تمويل ومساندة الارهاب حول العالم.

والملاحظ ان قضية الارجنتين هذه تأتي في وقت يحاول فيه البيت الابيض اعادة صياغة سياسته ازاء إيران. وكان الخلاف بين واشنطن وطهران قد اشتد بداية الشهر الماضي اثر المواجهة التي حدثت بين السفن الحربية والامريكية وقوارب ايرانية سريعة في مضيق هرمز.

غير ان حلفاء امريكا يشعرون بالقلق من موقفها التصعيدي هذا بعد صدور تقرير الاستخبارات الامريكية الذي قلل من اهمية التهديد الذي يشكله برنامج طهران النووي، فقد استمر بوش في اعتبار إيران تهديداً رئيسياً للعالم.

لكن بعض كبار المسؤولين في ادارته يعتقدون ان التفجير الذي وقع في بوينس أيريس يفيدهم كدليل يوضح كيف تستخدم طهران سفاراتها في الخارج وعلاقاتها مع المجموعات المسلحة مثل حزب الله لضرب اعدائها.

ويذكر ان ادارة بوش اتهمت في العام الماضي الذراع الدولي للحرس النووي الايراني (قوة القدس) بتقديم الذخيرة وتوفير التدريب للجماعات الشيعية التي تقاتل القوات الامريكية في العراق ـ أنكرت إيران هذا الاتهام ـ كما تعتقد واشنطن ايضا ان طهران زادت حجم مساعداتها المالية لحزب الله وللحركة الاسلامية الفلسطينية حماس في محاولة منها لتقويض الحكومتين المواليتين للغرب في لبنان والاراضي الفلسطينية.

يذكر ان الشرطة الدولية ـ الانتربول ـ كانت اصدرت في نوفمبر الماضي مذكرات اعتقال بحق مسؤول ايراني راهن واربعة سابقين يزعم تورطهم في تفجير 1994.

وكان الانتربول قد بدأ العمل بهذه القضية بعد طلب بالمساعدة من حكومة الارجنتين، وذلك في اطار التحقيق بالهجوم الذي قتل 85 شخصا والذي يعتبر من بين اكبر الهجمات الارهابية التي وقعت في أمريكا اللاتينية.

ويعتقد المحللون ان النجاح في اصدار اوامر الانتربول سوف يضع الايرانيين في موقف صعب جدا حيث لن يتمكن المسؤولون الايرانيون المعنيون بها من السفر الى الخارج.

جدير بالذكر ان القائمة التي اصدرها الانتربول تتضمن الاسماء التالية: علي فلاحيان رئيس الاستخبارات الايرانية سابقا، محسن رضائي القائد السابق لفيالق الحرس الثوري واحمد واحدي وهو جنرال في الحرس يعمل حاليا كنائب لوزير الدفاع في ايران.

من جهتهم، يقول الدبلوماسيون الايرانيون ان الولايات المتحدة واسرائيل تريدان التلاعب بهذه القضية كجزء من حملة اوسع لوقف برنامج طهران النووي، وانهما تشجعان الارجنتين لمتابعة التحقيق فيها، غير ان محققي الارجنتين ذكروا في التقرير، الذي تضمن ضرورة اعتقال الايرانيين المذكورين ان عملية التفجير تم تنفيذها بناء لاوامر من اعلى المستويات في نظام طهران.