الاثنين، يونيو 10، 2013

الدين ووظائفه السياسية : مصر - الهند - أمريكا



الدين ووظائفه السياسية : مصر - الهند - أمريكا

الدين ووظائفه السياسية : مصر - الهند - أمريكا



الكتاب حديث ويتحدث عن تأثير الدين بعد عملية التأكيد على العلمانية ووجود تفسير دينى يقبل بالتقدم فى الخمسينات وظن العلمانيون أن الدين لن يستمر فى التأثير على السياسة كثيرا، فجأة أتت حقبة السبعينيات بتغيرات من قبل الساسة المعتادين الذين أدخلوا الدين بتفسيرات أكثر تشددا، وفى أماكن مختلفة يرصد الكتاب مصر كبلد مسلم ساعد السادات المد الدينى بسياساته وكونه "الرئيس المؤمن" لكنه لقى حتفه على يد الجماعات الإسلامية، ومثله أنديرا غاندى التى هاجمت السيخ فى قدس أقداسهم فقتلها حارسين شخصيين من طائفة السيخ، وتلى قتلها معارك طائفية بين الهندوس والسيخ، أدت لطرد بعض السيخ من مواطنهم، وكان حزب المؤتمر الهندى علمانى فى الخمسينيات ثم تبنت أنديرا غاندى سياسات تمالئ الأغلبية الهندوسية، لكن المؤلف يقول أن هذا صب فى النهاية فى مصلحة أحزاب دينية هامشية تحولت لتكون أحزاب الأغلبية مثل بهارتا جناتيا، وفى النهاية أدخل الجمهوريون اليمين المسيحى فى قلب سياساتهم الانتخابية منذ نيكسون ليجتذبوا المتدينين البيض من خلال ما سمى بالاستراتيجية الجنوبية فى الانتخابات، ومن ثم تحول الحزب الجمهورى لمستخدم للنزعة التطهرية البيوريتانية تقليديا فى الانتخابات، ومن ثم دخلت أمريكا فى مرحلة حروب الكراهية فى عهد جورج دبليو بوش، ولا يزال التأثير مستمرا ولم يزل بالكامل بالرغم من إدارة أوباما الديمقراطى من الجهة الأخرى.
هذا العرض والذى يأخذ شكل المقارنة بين ثلاث ثقافات مع التوازى الزمنى، مع تقديم تفسير قد يختلف مع السائد حول أن الإسلام دين عنيف أو ماشابه، هو أمر استخدم من قبل فى كتاب كاري أرمسترونج "معارك فى سبيل الإله" والذى قالت فيه أيضا أن الجماعات الدينية التى رصدتها فى أربعة دول منها مصر - الإخوان المسلمون وأمريكا - اليمين الدينى، ومعهما إسرائيل - اليهود المتدينون، وإيران - الشيعة المتدينين والملالى على رأسهم، وأن هذه النزعات الدينية كانت تسعى روحيا للرد على النزعة العلمانية التى سادت فآلمت المتدينين بالهجوم عليهم، وعلى معتقداتهم، فكان الرد بطريقة حداثية تتواءم مع التطرف العلمانى فى تفسير العالم، ونزع القداسة عنه، فبالغ المتدينون فى تفسير العالم طبقا لحرفية معتقداتهم. الكتباب الحالى تترجمه فاطمة الموسى وهى ليست بعيدة عن د. محمد عنانى مترجم الكتاب الأول، وموضوعهما متطابق مع اختلاف الفترة الزمنية الممتدة التى عرضتها كارين آرمسترونج عن الفترة الحديثة نسبيا لكتاب هيبارد الذى يصل لنقطة قريبة جدا من واقعنا الذى دخلت فيه مصر واقعا جديدا بثورة يناير 2011، والتى تداخل فيها جميع الأطراف الدينى بالعلمانى بالعسكرى، وأصبحنا قاب قوسين أو أدنى من الوصول للنقطة الحرجة التى سيعلن فيها منتصر ومهزوم فى مرحلة كان الكثيرون يراهنون على إمكانية التعايش وإيقاف الصراع، لكن الحركة التاريخية لا تزال مستمرة، وفهم الحركات الدينية فى غاية الأهمية للجميع المقتنعين بأطروحات العلمانية والمقتنعين بأطروحات المتدينين والراغبين فى عودة الخلافة.

ليست هناك تعليقات: